مقدمة:
عرفت النظريات اللسانية، في القرن العشرين ثورة معرفية كبرى، أحدثت تطورات إيجابية، ونقلة نوعية لكثير من العلوم الإنسانية، كتعليمية اللغات والترجمة والنقد الأدبي..
وكان من الطبيعي - والحالة هذه - للنقد الأدبي، خاصة في منتصف القرن العشرين، أن يثور على المناهج السياقية (كالمنهج التاريخي والاجتماعي والنفسي) التي تميز بها النصف الأول منه، ليسلم مفاتيح مملكته إلى اللسانيات الحديثة، لتصبح مناهج نصانية، تنطلق من النص وتعود إليه.
وبما أن المناهج النصانية (بنيوية أم سميائة..)، تنبني على رؤية فكرية، للوجود والكون والتاريخ والإنسان والغاية من الحياة، قبل أن تكون خطوات منتظمة، مصطلحات إجرائية، يمكن إرجاعها إلى هذه النظرية اللسانية أو تلك، فإن مداخلتنا، تحاول أن ترصد الجذور الفكرية للمنهج البنيوي والسميائي، ثم تركز بعدها على أصولهما اللسانية، بصفة عامة، والنحوية بصفة خاصة، هادفة من وراء ذلك، غلى لفت انتباه نقادنا المحدثين، إلى ضرورة التسلح بثقافة لسانية متينة، قبل تبني أي منهج.
وبناءا على ما سبق إيجازه، تتبع مداخلتنا الخطة التالية:
مدخلا: تعرف فيه المنهج بصفة عامة، والنهج النقدي بصفة خاصة.
1- البعد الفلسفي للمناهج النقدية الحديثة: ونتناول فيه:
1-1 البعد الفلسفي للمنهج البنيوي
1-2 البعد الفلسفي للمنهج السميائي
1-3 البعد الفلسفي للمنهج التفكيكي
2- البعد اللغوي للمناهج النقدية الحديثة: ونعرض فيه باختصار للثورات اللسانية الكبرى، التي أسفرت عن ميلاد نظريات لغوية ونحوية، أمدت المناهج النصانية بما احتاجته من أصول، وهي:
2-1 ثورة الداليات
2-2 ثورة الدلاليات
2-3 ثورة التداوليات
3- المنهج البنيوي في النقد الأدبي:
3-1 أصوله اللسانية العامة
3-2 أصوله النحوية الخاصة
خاتمة
مدخل:
لعل أحسن ما نفتح به مداخلتنا، عن المنهج النقدية الحديثة وأصولها اللسانية، هو هذا التحديد البسيط للمنهج، قبل أن يدخل في علاقة إضافة مع أي منهج نقدي حديث.
0- تعريف المنهج:
هو مجموعة الأسس النهجية التي يتبناها دارس الأثر الأدبي، بغية فهمه أو تحليله أوهما معا، فالدارس أو الناقد بصفة خاصة، يتوسل لدراسة موضوعه بجملة متنافسة من الخطوات، يتكئ فيها على جملة من المصطلحات الإجرائية، يستمدها من أصول نظرية، بحيث يتم التنسيق بين جوانب ثلاثة: (الأصول النظرية للمنهج وأدواته الإجرائية والموضوع المدروس)(1).
وبتعبير آخر فإن المنهج هو (جملة الأساليب والآليات الإجلائية الصادرة عن رؤية نظرية شاملة إلى الإبداع الأدبي، تنبثق عن أساس فلسفي أو فكري، يستخدمه الناقد في تحليل النص وتفسيره بكيفية شاملة)(2).
وبناءا عليه يمكن القول، فإن المنهج البنيوي في النقد هو المنهج الذي يستمد مبادئه النظرية وآلياته وأدواته الإجرائية من البنيوية، كنظرية لغوية وفلسفية.
وبالمثل لأن المنهج السميائي كممارسة نقدية، هو الآخر يتبنى الأطروحات النظرية العامة للسميولوجيا وأدواتها الإجرائية، إضافة إلى بعض المفاهيم البنيوية لأن المنهج السميائي تتقاطع بعض أصول البنيوية، خصوصا في مرحلته الأولى.
ويترتب على ذلك أن أي منهج نصي نقدي له بعدان: فلسفي ولغوي.
1- البعد الفلسفي للمناهج النقدية الحديثة:
لا يختلف اثنان على أن المناهج النقدية الحديثة، هي ثمرة ثقافة غربية (أوروبية.. أو أميركية)، وإفراز من إفرازات حضارتها المادية، وهذا يعني أن أي منهج نقدي منها، قبل أن يكون مصطلحات إجرائية، فهو رؤية فكرية للوجود والكون والتاريخ والإنسان وللغاية من الحياة.. ويترتب على ذلك أن المناهج النقدية الحديثة، ممثلة في نموذجها البنيوي أو السميائي أو التفكيكي... (ارتبطت ارتباطا عضويا، لا انفصام له بالثقافة الغربية، في مراحل تطوراتها المختلفة، وخاصة الجانب الفلسفي من هذه الثقافة)(3).
1-1 الأصول الفلسفية للمنهج البنيوي:
يقوم المنهج البنيوي على مذهب فلسفي جوهره الفلسفة الوضعية(4)، التي أرسى قواعدها أوغست كونت(1798- 1857: Auguste Compte) بدعوته إلى تجاوز المرحلة الميتافيزيقية واللاهوتية(5)، إلى مرحلة وضعية تقوم فيها العلوم الإنسانية على التجربة والاختبار، وتتحرى الدقة والموضوعية والصرامة العلمية، وقد لقت هذه الفلسفة في أوروبا رواجا كبيرا.
أما في أمير كا فقد راجت أفكار المذهب السلوكي الذي أسسه العالم النفساني وطسون (1878-1958 Watson John, Broadus) في بداية القرن العشرين، ويقوم جوهره على جعل علم النفس مادة علمية، تقوم على التجارب المخبرية لدراسة الآليات النفسية، من خلال سلوكات الكائن الحي- إنسانا كان أو حيوانا، فهذه الأخيرة هي ردود أفعال لمثيرات داخلية (فزيولوجية) أو خارجية (بيئية)، وهو ما قاده إلى نظريته المشهورة حول المثير والاستجابة، التي أثرت تأثيرا بالغا على مناطق مختلفة في العالم طوال منتصف القرن العشرين(6).
لعل ما يهمنا في أفكار أتباع هذا المذهب، هو جانبه المادي ذو الجذور العميقة في فلسفة التطور عند داروين، وأبحاث العالم الروسي بافلوف(7).
1-2 الأصول الفلسفية للمنهج السميائي:
إن نظرية السميولجيا(Sémiologie) أو السيميوطيقا(Sémiotique)، هي معطى ثقافتين غربيتين - أمريكية وأوروبية - فهي في شقها الأميركي، تستمد أصولها الفكرية بصفة خاصة، من فلسفة بيرس (1839-1914:Peirse, Charles.Sanders ) الفيلسوف الفزيائي الأميركي، الذي كان وراء إرساء المذهب النفعي أو ما عرف بالذرائعية (Pragmatisme)(8) التي لا يزال تأثيرها مستمرا إلى أيامنا.
وتقوم الذرائعية على أفكار جوهرية مفادها أن معيار صحة أي قضية، هي فائدتها التطبيقية، وعليه فلا قيمة للتفكير إلا من خلال توجهه الحركي، وما يحققه من ممارسة تطبيقية على أرض الواقع، لأن النتيجة الملموسة أهم من مصدرها كفكرة مجردة، وعليه تعارض الذرائعية أي فكرة ميتافيزيقية، ولا تؤمن إلا بما يقوم على الوسائل الاختبارية.
أما في شقها الأروبي، فتعود إلى مهندسها الأول دوسوسير (1857-1913: Ferdinand. de Saussure) المتأثر بوضعية كونت واجتماعية دور كايم (9) وبعده تأثرت بمسحة فرويدية ونزعة ماركسية مادية(10).
1-3 البعد الفلسفي للمنهج التفكيكي:
يضرب المنهج التفكيكي بجذور عميقة، في أغلب الفلسفات التي عرفتها أوروبا، حيث نجد فيه ظلالا من فلسفة القوة العبث والوجودية، يضاف إلى ذلك بعض الجذور التي لها علاقة وثيقة بالمشروع اليهودي العدمي المتمثل في واقع الأولوية المفقودة (L'originalité pérdue)(11)
ومن هنا يتضح أن استيراد المناهج السابقة، لا يطرح إشكالية تكييف مصطلحاتها الإجرائية فحسب، بل يطرح أيضا مفاهيم وأفكارا غربية عن ثقافتنا، تستوجب الحيطة والإحاطة الشاملة بخلفياتها الإبستيمولوجية..
والخلاصة التي نصل إليها من كل ما سبق، أن الأصول الفكرية للمنهجين البنيوي والسميائي، تتقاطع في كثير من الأفكار، لأنها تستقي من منبع واحد، هو الثقافة الغربية المادية التي أبعدت الأفكار ذات الطابع الميتافيزيقي أو المثالي التجريدي، لأنها لا تخضع للمعاينة والتجريب والاختبار، وتسلحت بالروح العلمية الصارمة، التي ظلت ملازمة لها، وموجهة لمسار تطورها الفكري، سواء مع النظريات السيميائية، أو نظريات ما بعد البنيوية، مع فوكو( Michel Foucault) ودريدا (Jaques Derrida) والتوسير(Louis Althussur)(12).
وفي هذه الأحوال، يكون من الطبيعي أن تكون هذه الثقافة المادية، مقدمة طبيعية لميلاد فكرة البنية، التي فجرت ثورات كبرى في اللسانيات الحديثة.
2- العبد اللغوي للمناهج النقدية الحديثة:
عرفت اللسانيات الحديثة، طوال القرن العشرين ثلاث ثورات كبرى: ثورة بنيوية بقيادة دوسوسير وثورة توليدية تحويلية تحت لواء تشومسكي (Naom Chomsky) وثورة تبليغية (Communication) بزعامة هيمس (Dill HYMES).
وترجع الإرهاصات الأولى لهذه الثورات، إلى التفكير حول العلامة (Signe) بصفة عامة، سواء كانت لسانية آو غير لسانية، يعود الفضل فيه إلى البحوث الجادة التي قام بها بعض الفلاسفة(13) وعلى رأسهم شارل بيرس(14)، وبعض اللغويين(15) على رأسهم دوسسير(16).
فقد جعل الأول للعلامة ثلاثة أبعاد: الموضوع (Segnans) ويقابل(Signifiant) الدال، الممثل(Signatum) ويقابل المدلول(Signifié) عند سوسير، و(L'interprétant)(17) المؤول أو المرجع، وهو البعد الذي سيكون له شأن كبير في الثورة الثالثة، كما سيتبين فيما بعد.
أما الاخر فقد ركز على العلامة اللسانية، واقتصر فيها على ثنائية الذال والمدلول، ومع ذلك فإن الفضل في تفجير الثورات الثلاثة يعود إليه، لأنه من جهة، لم يهمل المرجع، وإنما حرصه على الصرامة المنهجية والدقة العلمية، جعله يسند مرجع العلامة اللغوية إلى علم آخر، سماه السميولجيا، وهي في رأيه أوسع من اللسانيات(18)، كما أن نفس الهم العلمي والمنهجي، هو الذي قاده إلى مثلثه الاصطلاحي (لغة اللسان الكلام)، الذي أصبح عالميا، وجعله يحصر موضوع اللسانيات في قاعدته، أي اللغة التي هي نظام من العلامات(19).
ويبدو أن المثلث السوسيري هو الذي شكل المراحل الزمنية الكبرى للسانيات الحديثة، بامتداد قاعدته على مرحلة زمنية عرفت بالبنيوية، تميزت بتركيزها على تجريد الأنساق اللغوية وتقنينها، وقد انطلقت هذه المرحلة بصدور كتاب "دروس في اللسانيات العامة"، سنة 1916، وانتهت بصدور مؤلف تشومسكي "البنى التركيبية" سنة 1957.
وقد قلب هذا الأخير مثلث سوسير جاعلا اللسان في قاعدته، راسما بذلك مرحلة قائمة بذاتها، امتدت إلى أيامنا هذه، عرفت نماذج نحوية مختلفة، تميزت باتجاهها التوليدي التحويلي، الذي درس اللغة وفق مصطلح مفهوم اللسان عند دوسيسير، أي كقدرة كامنة عند الإنسان، تجعله قادرا على النطق، وإصدار أصوات مع ربطها بمعان ومدلولات...(20).
ثم جاءت مرحلة أخيرة، بدأت من أواسط السبعينات، عرفت بلسانيات الخطاب، وتميزت بمنهجها الذي استنار بفكرة الكلام عند سوسير، إذ أصبح موضوع اللسانيات مرتبطا بالشخص المتكلم وأفعاله الكلامية المحققة، وطرق استعماله لها(21)، وبذلك يكون (هيمس) قد أعاد ترتيب أضلاع مثلث سوسير، جاعلا قاعدته ترتكز على الكلام.
وبهذا لا نعدو الحقيق إن أرجعنا فضل تفجير الثورات الثلاثة إلى سوسير، سواء بتفكيكه قاعدة مثلث العلامة اللغوية (المرجع)، أو بتفكيك ضاعي (اللسان والكلام) ليتخفظ بقاعدة المثلث(اللغة)، فهو بعلمه هذا قد دشن أول ثورة لسانية، نصطلح على تسميتها بثورة الداليات، تلتها ثورة الدلاليات ثم ثورة التداوليات(22).
2-1 ثورة الداليات:
ونعني بها التوجه اللساني الجديد المتمثل في البنيوية، التي ركزت أبحاثها على تقطيع دوال العلامات اللغوية (سواء كانت كلمات أو جمل)، وتفتيتها إلى عناصرها الأساسية، باحثة عن العلاقات المنظمة لها، والقوانين الداخلية المتحكمة فيها.
وقد تأثر بهذا المنهج السوسري لغوية كبار أمثال تروبيسكوي (1890-1938:Nicolas Troubetskoy) رئيس نادي حلقة براغ(23) وهلمسليف (1899-1965 Louis Hjelmslev) الدانمركي رئيس نادي كوبنهاقن(24)، ومارتيني (1908- André Matinet) زعيم البنيويين الوظيفيين في فرنسا(25).
أما في أميركا فقد مثلها زعيمها بلومفيلد (1887-1949: Bloomfield Léonard) وهاريس (1909- Harris Zellig) وتلميذه تشومسكي(26).
والجامع لكل من انضوى تحت راية البنوية، من هؤلاء الأعلام وغيرهم، في أوروبا أو أميركا، هو هذا التوجه العلمي الصارم الذي أحدت قطيعة تامة مع الدرايات اللغوية التاريخية والمقارنة، وأسس لمنهج علمي لساني، يماثل مناهج العلوم الطبيعية(27).
وعليه انحصر هم البنوية في الداليات، وابتعدت عما له علاقة بالدلاليات (المدلولات..) وبالتداوليات (كل ما له علاقة بالمرجع..)، لأن العناصر والعلاقات التي ترجع إليها تستعصي على الضبط والتقنين.
2-2 ثورة الدلاليات:
وترتبط بالمنهج التوليدي التحويلي الذي ساد الدراسات اللغوية، في نهاية الخمسينيات وخاصة منذ أواسط الستينيات، مع ما عرف بالدلالة التوليدية(28)، لأن نموذج تشومسكي الأول يعتبر بنيويا توليديا(29)، وتتمثل ثوريتها في منهجها العقلي الذي وجه الدراسة اللغوية وجهة جديدة، حيث ثار على المنهج البنيوي، الذي اكتفى بوصف الظاهرة اللغوية وتصنيفها (دون أن يفسرها أو يعللها) انطلاقا من مدونة لغوية محدودة، في حين أن منهج تشومسكي الجديد، يصف ويفسر ويعلل ما ظل معروفا بالقدرة اللغوية (Compétence) للمتكلم/السامع، وهي القدرة لا تمكن من إنتاج مدونة لغوية محدودة فحسب، بل تمكن من إنتاج وفهم ما لا نهاية من الجمل الصحيحة.
وبهذا المنهج الجديد، رسم تشومسكي اتجاها جديدا للدراسة اللغوية، سار فيه أتباعه أمثال: كاتز(J J Katz) وفدور (J.A.Fodoe) ولا يكوف (G.Lakoff) ومكاولي(J.D.MacCawley) وبوستال(P. Postal) وفيلمور(Ch. Fillmore) وكونو(S.Kuno) وصادوك(J.Sadock)... وأنتجوا نماذج نحوية، في إطار المنهج التوليدي التحويلي بصفة عامة، وإطار الدلالة التوليدية بصفة خاصة.
والجامع لهؤلاء وغيرهم، هو أنهم أدخلوا عنصر الدلالة كمكون ألي(30) اي ضمن البنية العميقة خلافا لشومسكي، وبذلك فتحوا الباب على مصراعيه لثورة الدلاليات، ليس بتكثيف البحوث في مجال الدلالة فحسب(31)، بل بتناولهم مدلول العلامة اللغوية، أو ما أسموه بالبنية الدلالية (كلمة كانت أم جملة..) حيث شرحوها وفتتوها إلى عناصر ودرات سيمية لا تقبل التجزئة، مكتشفين وظائفها وعلاقاتها المنظمة لها، في محاولة علمية جادة لتقنينا رياضيا دقيقا، بعد أن كانت مستعصية على التقنين في المنهج البنيوي.
2-3 ثورة التداوليات:
وهي الثورة اللسانية الثالثة التي قادها هيمس عالم الأجناس الأميركي، بشنه هجوما عنيفا على التصور التجريدي الذي انحصر فيه البحث اللساني، سواء مع الرائد اللسانيات الحديثة (دوسيسير) الذي حصر موضوع تنظيره في الغة دون الكلام، أو صاحب النظرية التوليدية التحويلية (تشومسكي) الذي قصر موضوع تنظيره على القدرة اللغوية، دون الكلام أو التأدية (Performance).
وهكذا دشن هيمس وعلماء الاجتماع من بعده اتجاها للدراسات اللغوية، يقوم على ما أصبح معروفا اليوم بالقرة التبليغية (Compétence de communication)، عوض القدرة اللغوية لشومسكي التي أضحت أحد مكونات القدرة التبليغية للمتكلم/ السامع(32)، فقد انتقد هيمس شومسكي في مقال شهير له سنة 1971 قائلا (إن نظرية تشومسكي القائمة على توليد الجمل اللغوية المختلفة صحيحة تماما، إذا كان المقصود منها وصف اللغة ككيان مستقل بذاته، بعيدا عن المواقف الاجتماعية، والحياة التي تستخدم فيها اللغة، لكن اللغة لا قيمة لها ككيان مستقل... فهي ليست قوالب وصيغا وتراكيب مقصودة لذاتها، وإنما هي موجودة للتعبير عن الوظائف المختلفة: كالطلب والترجي والأمر والنهي والدعاء والوصف والتقرير.. وغير ذلك من آلاف الوظائف اللغوية)(33).
وبهذا الانتقاد المشهور لهيمس أعيد الاعتبار للنظريات السياقية، حيث دخلت مجال اللسانيات بقوة كنظريات أفعال اللغة، لفلاسفة اللغة العادية (34) ونظريات التداول (35) والملفوظية (36)، ونظريات النحو الوظيفي (37)، وخاصة نظرية النحو الوظيفي لسمون ديك (Simon Dik)(38).
وما يجمع هذه النظريات والبحوث، هو تركيزها على مرجع العلامة اللغوية، أو المكون التداولي (Composants pragmatique) (39) للكلمة أو الجملة أو النص (40)، الذي أصبح مضبوطا بوظائف تداولية محددة (41)، تربط بسياقات وطبقات مقامية وبشبكة من العلائق المختلفة: كالعلائق الاجتماعية المنظمة لمقاصد المتخطبين (42) والعلاقات المنطقية التي تضبط محاوراتهم (43).
والخلاصة هي أن هذه البحوث سعت، وما زالت في سعي دؤوب، لوضع مبادئ عامة تضبط وتقنن بها كل ماله علاقة بالسياق، وقد نجحت فعلا في غزو النماذج التوليدية الأخيرة، إذ باتت تدخل المكون التداولي في الجهاز الواصف لأنحائها (44).
وبهذا الذي أوجزناه عن الثورات اللسانية، يتضح أن المناخ الفكري المادي الذي هيمن على الثقافة الغربية، لم يكن مقدمة طبيعية لميلاد فكرة البنية، في اللسانيات الحديثة فحسب، بل كان أيضا مقدمة طبيعية لدخولها مجال العلوم الإنسانية، ومنها مجال النقد الأدبي، خاصة بعد النجاح الذي حققته في اللسانيات.
ولعلنا بهذه المقدمة اللسانية، نكون قد وضعنا القاعدة الصلبة، التي تقوم عليها المناهج النقدية الحديثة، إذ يسهل علينا من خلالها، فهم سر توجه المنهج النقدية الحديثة نحو اللسانيات، وتحديد النظريات اللغوية أو النحوية، التي يستقي منها هذا المنهج أو ذاك أصوله، وفهم طبيعة العلاقة التي نشأت بينهما، وهل تفضي هذه العلاقة إلى زواج شرعي، أو تبقى مجرد علاقات عابرة؟
هذا ما سنكشفه من خلال استعراضنا للمنهج النقدي والسميائي وتتبع أصولها اللغوية والنحوية.
3- المنهج البنيوي في النقد الأدبي:
هو تيار نقدي، استمد أصوله ومبادئه النظرية من اللسانيات بصفة عامة، والبنيوية المتطورة عن أفكار دوسوسير بصفة خاصة، وتعود ارهاصاته الأولى إلى الإنتروبولوجي الفرنسي ليفي ستروس (claude lévi strauss) في بداية الخمسينيات (45)، ثم نضج كمنهج وعرف طريقه إلى الأدب، بفضل آراء جاكبسون (1896-1986 Roman Jakobson) وترجماته لنظريات الشكلانين الروس(46)، التي تدعمت فيما بعد بترجمات تودروف (zvetan Todorov)(47)، وبذلك عرف المنهج البنيوي في النقد عشريته الذهبية، في فرنسا من سنة 1960-1970، بفضل الدراسات التي نشرها أتباع بارت (1915-1980 Barthes Roland) في مجلة "كما هو؟ Tel quel" (48)، وبفضل أعمال هذا الأخير(49) الذي يعد بحق زعيم البنيوية الفرنسية وقائدها المغوار.
3-1 الأصول اللسانية العامة:
يمكن لمتتبع أدبيات النقد البنيوي، إن على المستوى النظري أو التطبيقي، أن يستشف جملة من المفاهيم اللسانية العامة، نجمل أهمها في الآتي:
3-1-1 أولوية البنية أو النسق:
ويعني هذا المفهوم، الذي استثمره المنهج البنيوي في النقد، أن البنية نظام أو نسق من العناصر المتآلقة فيما بينها، بحيث لا يمكن أن يغير أو يبدل أو يعدل أي عنصر، دون أن تتغير معه طبيعة النظام كله(50)، فليست البنية إذن، هي هذا العنصر أو ذاك في معزل عن النسق أو النظام الكلي، وعليه فإن النص الأدبي (قصيدة أو قصة أو رواية..)، هو حصيلة عناصره المتآلفة فيما بينها، بحيث لا يعود الفضل فيه، إلى عنصر بمعزل عن العناصر الأخرى، كما أن تآلف هذه العناصر وتضافرها، لا تحكمها قوانين خارجة عن بنية النص فالقصيدة مثلا: تتآلف فيها جملة من العناصر، كالوزن والصورة والإيقاع الداخلي، والرؤيا والانفعال والموقف الفكري والعقائدي(51)، فهذه العناصر يحكمها نظام داخلي، يمكن في البنية الشكلية للقصيدة، وقل مثل ذلك في القصة والرواية... وبالتالي فإن الأولوية تعطي لكل ما يشكل بنية بالمفهوم السالف الذكر.
3-1-2 اللغة نظام أنظمة:
ويعني ذاك أن الغة نظام لأنظمة متعالقة ومتشابكة، كالنظام الصوتي والمعجمي والصرفي والنحوي والدلالي.. فكل نظام من هذه الأنظمة، هو في حقيقته بنية له قوانينه الداخلية الخاصة به، وهو في حقيقته يكون بنية صغرى، ضمن البنية الكبرى التي هي اللغة(52).
وقد انتقل هذا المفهوم إلى المنهج البنيوي في النقد، حيث اعتبر النص الأدبي لغو فنية خاصة، يمكن أن تحلل أنظمته أو بنياته: الصوتية والمعجمية والصرفية والنوية والدلالية، والأمثلة علة ذلك كثرة(53).
3-1-3 ثنائية اللغة والكلام:
ويتمثل استثمارها نقديا، في اعتبار الأثر الأدبي (قصيدة، مسرحية، رواية...) بنية كلامية، أي إبداعا فرديا، يقع ضمن بنية لغوية أشمل، هي ديوان الشاعر، أو الأعمال المسرحية أو الروائية للمسرحي أو الروائي.
وفي هذا السياق، يمكن اعتبار ديوان شاعر، أو مجموعة دواوينه بنية ضمن بنية أكبر، هي شعر فترة زمنية ما، أو مذهب أدبي ما، وقد تدرس مسرحيات أو روايات كاتب ما بالمنهج نفسه، غير أن البنية الكبرى التي قد تمتد أفقيا أو عموديا، تكون أقرب إلى مفهوم اللسان منها إلى مفهوم اللغة (54)، المهم في هذا الطرح البنيوي، أن الأثر الأدبي، يعتبر بنية، من حيث الموقع الذي يشغله في النظام الذي يندمج فيه.
3-1-4 ثنائية الدال والمدلول:
وتتضح فكرة هذه الثنائية، في اعتبار المنهج البنيوي النص الأدبي دالا كبيرا، يضم عدة أدلة أو بنى، ذات طابع مادي صرف، لأنها صور فزيائية مسموعة أو مكتوبة، يمكن تحليلها وتشريح بنياتها المادية إلى عناصرها الأساسية، كتحليل البنية الإيقاعية لنص القصيدة مثلا، أو تحليل بنيتها الصرفية أو النحوية.. لاكتشاف العلاقات والقوانين التي تتحكم فيها وتضبطها، وهي الغاية من التحليل البنيوي، لأن ضبط هذه العناصر، هو ضبط لمدلولها أو مدلولاتها (معاني النص وأفكاره)، وبالتالي يرفض البنيويون رفضا تاما، ثنائية الشكل والمضمون، لأنهما ليسا متلازمين فحسب، بل هما متحدان، ولا وجود لأحدهما دون الآخر، فهما وجهان لعملة واحدة(55)، أو شفرتا مقص، لا تتم عملية القص إلا بهما.
3-2 الأصول النحوية الخاصة:
وتعني بها المفاهيم النحوية، التي استثمرها المنهج البنيوي، في تحليل النصوص الأدبية المختلفة،
وتتلخص في مفهومين أساسيين:
3-2-1 ثنائية محوري الاستبدال والتركيب (Axe Paradigmatique et Syntagmatique):
وهي من المفاهيم النحوية، التي استثمرها المنهج البنيوي، شاعت فيه على التوالي باسم محوري الاختيار والتأليف(56)، إذ يعتبر النص الأدبي ثمرة تفاعل بينهما، أو هو إسقاط لمحور الاختيار على محور التأليف(57)، حيث تكتنه في عملية الإسقاط، التي قام بها المبدع على المحور الأول، العلاقات التي تنامت بها اختياراته: كاختياره مثلا للرموز أو الصور أو المفردات الانزياحية لمعجمه الفني.. والعلاقات التركيبية المختلفة التي يختارها، ليجسد بها اختياراته الفنية، كالروابط والضمائر، والتقديم والتأخيروالحذف ...على المحور الثاني(58).
3-2-2 اعتبار النص جملة كبرى:
اعتبر البنيويون النص الأدبي جملة كبرى معقدة، تتفرع عنها عدة جمل، ترتبط فيما بينهما بعلائق وروابط مختلفة، يمكن كشف القوانين التي تنظمها، كما يمكن تحليل مكوناتها المباشرة، وتحديد أنماطها وتحديد الوظائف النحوية المختلفة التي تقوم بها تلك المكونات...
وقد تأثر المنهج البنيوي في النقد، بنحاة بنيويين مشهورين، أمثال بلوفليد، صاحب النحو التوزيعي، الذي اهتم بتقسيم الجملة إلى مكونات مباشرة، وتصنيف كلماتها إلى مورفيمات(Morphèmes) تتوزع على مستوى محور الاستبدال أو التركيب، وفق علائق استبدالية وتركيبية(59).
كما تأثر المنهج البنيوي بنحو هلمسليف الصوري، الذي تميز بصياغته المنطقية التجريدية(60)، وبنظرية علم التركيب الوظيفي، لمارتيني التي استلهم فيها نظرية الفونولوجيا(61)،
ونظرية النحو البنيوي لتنيير (Louise Tesniére) التي قامت على تمييز بنيتين للجملة: البنية النحوية الساكنة، وتضطلع برصد المقولات الصرفية، والبنية النحوية الدينامكية، ويتم فيها رصد الوظائف النحوية(62).
بعض هذا العرض الموجز، للأصول اللسانية العامة والخاصة للمنهج البنيوي، يمكن القول بأن هذا الأخير، هو ذلك المنهج الذي حول المفاهيم السالفة الذكر إلى آليات إجرائية، ضمن رؤية نسقية، تنطبق من القوانين الداخلية لبنية النص الأدبي، دون اعتبار لسياقاته التاريخية، أو الاجتماعية أو النفسية، بما في ذلك مبدعه، محاولا بذلك اقتفاء أثر اللسانيات، سواء من حيث التوجه العلمي الصارم، أو من حيث الصياغة الصورية للعلاقات والقوانين التي يتوصل إليها.
ولعل مغالاة المنهج البنيوي، في اقتفاء صنوه اللساني حذو النعل بالنعل، ومبالغته (في استخدام الرموز الرياضية والأشكال الهندسية، والجداول الإحصائية والرسوم البيانية والمعادلات الجبرية... مما جعل الحصل النقدي يتسم بطابع علمي جاف)(36)، أدت إلى إخفاء جماليات النص المنقود أكثر مما وضحتها، وبهذا الجفاف افتقر المنهج البنيوي وجف عوده، رغم محاولة غولدمان (L Goldmann) تجديد دمه، ببنيويته التكوينية المنفتحة على السياق الاجتماعي، في إطار الفلسفة المادية الجدلية(64)، ومجاولة ريفاتير(M Riffaterre) بأسلوبيته المنفتحة على القارئ أو المؤول(65)، بذلك أفل نجمه في نهاية الستينات، ليتوجه النقد الأدبي إلى مرحلة جديدة، عرفت بما بعد البنيوية (Post-structuralisme)(66)، عقد فيها النقد صلات جديدة بمناهج أخرى، من بينها المنهج السميائي.
ولعل ما يجدر إثباته، في نهاية هذا السياق، أن البنيوية ظهرت في النقد الأدبي العربي، في بداية السبعينات، بعد أفولها في الغرب، بفضل إسهامات بعض النقاد المشارقة، أمثال: صلاح فضل، وكمال أبوديب، ويمنى عيد...، وبعض المغاربة، أمثال: محمد بنيس ومحمد برادة من المغرب وعبد المالك مرتاض وعبد الحميد بورايو من الجزائر.. وعبد السلام المسدي ورشيد ثابت من تونس...
وقد عرفت البنيوية في النقد العربي نفس المصّير، الذي جرى لها في الغرب، فتخلى عنها أغلب فرسانها، لينضموا إلى مناهج ما بعد البنيوية.
خاتمة:
لعل ما يحسن به ختام هذه الدراسة، هو التأكيد على ضرورة التسلح بثقافة لسانية متينة، وهذه حقيقة أقرب إلى البداهة، عند النقاد الغربيين، الذين استوعبوا الأصول اللسانية والنحوية التي أنتجتها الثورات الثلاثة، وتمثلوها، ثم أبدعوا منها مناهجهم النقدية، في حين لا نجد مثل هذا الاستيعاب عند نقادها المحدثين، وإن وجد عند قلة منهم فهم استثناء، يؤكد قاعدة عريضة من النقاد، يجهلون الأصول اللسانية العامة للمناهج النقدية الحديثة، بله أصولها النحوية.
وفي هذا السياق، يجدر التنبيه إلى النظريات النحوية العربية الحديثة، فقد يجهل نقادنا الحداثيون بعضها أوكلها، هنا وهناك، كالنظرية النحوية الخليلية(67)، للدكتور عبد الرحمان حاج صالح، وقد أصلت هذه النظرية لنحو بنيوي عربي، استمد أسسه ومبادئه من نهج الخليل وتلميذه سبوية، وإلى جانبها نجد النظرية اللغوية الحديثة(68)، للدكتور جعفر دك الباب، أصل فيها صاحبها لنحو بنيوي وظيفي، من خلال مبادئ نظرية ابن جني، ونظرية النظم لعبد القاهر الجرجاني، ومبادئ نظرية الوجهة الوظيفية للجملة لماتزيوش الشيكي (w. Mathesieus)(69) وهناك النظرية المعجمية الوظيفية(70) للدكتور عبد القادر الفاسي الفهري، التي أصلت لنحو توليدي عربي، في إطار النظرية التوليدية التحويلية، وبموازاة هذه الأخيرة، نجد نظرية النحو الوظيفي(71)، للدكتور أحمد المتوكل، وهي نظرية مكتملة، أصلت لنحو وظيفي عربي في إطار نظرية النحو الوظيفي لسمون ديك الهلندي.
فهل يمكن لنقادنا الحداثيين، أن يستخلصوا من هذه النظريات مجتمعة أو منفردة مناهجهم النقدية الحديثة؟ ومتى يتسلح كل نقادنا بثقافة لسانية متينة، تخرجهم من ثقافة استهلاك المناهج إلى ثقافة إبداع المناهج؟
هوامش:
(1) السيد بحراوي: البحث عن المنهج في النقد العربي الحديث. ط1.دار شرقيات القاهرة 1993.ص: 111.
(2) ينظر: يوسف وغليسي: إشكالية المنهج والمصطلح في تجربة عبد المالك مرتاض النقدية. أطروحة ماجستير مرقونة بمكتبة جامعة قسنطينة. سنة 1996.ص:10
(3) عبد العزيز حمودة: المرايا المحدبة، من البنيوية إلى التفكيك. عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآدب. الكويت 1998.ص:70
(4) ينظر مادة (Positivisme) في: Encyclopédie Universalis. France. Paris 1968.
(5) نفسه. Ibid ينظر مادة (Auguste) لاطلاع على المسار العلمي للفيلسوف أغست كونت.
(6) نفسه. ينظر(Watson) وكذا مادة (bihaviorisme)
(7) نفسه. مادة (bihaviorisme)
(8) نستعمل هنا مصطلح الذرائعية كمقابل لمصطلح(Pragmatisme) بالمفهوم النفعي السياسي، والتداولية كمقابل لمصطلح(Pragmatique) بالمفهوم اللغوي الذي يعني الاستعمال والتفاعل، وهو مصطلح دقيق دعا إليه الدكتور طه عبد الرحمن في ندوة البحث اللساني السميائي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، المغرب من 7إلى 9/05/1981. ونشرت أعمال هذه الندوة سنة 1984. ينظر:ط1. مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء. ص:299.
(9) ينظر:Bertil Malmberg: Les nouvelles tendances de la linguistique. tr: Jacques Gengoux. P.U.F. Paris 1968. pp: 51-81
(10) ينظر:Julia Cristeva: Recherches pour une séménalyse.éd: du Seuil. Paris 1969.
(11) ينظر: عبد العزيز حمودة: المرايا المحدبة. مرجع سابق.
(12) ينظر: عمر مهيبل: البنيوية في الفكر العربي المعاصر.ط2. ديوان المطبوعات الجامعية الجزائرية. الجزائر.1993
(13) نذكر من بينهم بعض الأعلام مثل: شارل موريس(Ch. W. Morris) الأميركي وفجنستاين (L. Wittgenstein) وكارل بوهلر(K. Buhler) الألمانيان...
(14) ينظر مفهوم العلامة (Signe) في:
O. Ducrot/ .T.Todorov:Dictionnaire encyclopédique Des science du langage. éd: du Seuil. 1972. Paris 1972. pp: 131-138
(15) نذكر منهم بعض الأعلام: تروبيستكوي الروسي وهلمسليف الدانمركي، ومارتيني الفرنسي...
(16) نفسه (O. Ducrot. T. Tidorov)
(17) ينظر: جيلالي دلاش: مدخل إلى اللسانيات التداولية. تر: محمد يحياتن. ديوان المطبوعات الجامعية. الجزائر 1992 ص:9
(18) فردناد دوسوسير: دروس في اللسانيات العامة. تر: صالح القرمادي، محمد الشاوش، محمد عجينة. الدار العربية للكتاب. تونس 1985 ص: 37
(19) نفسه
(20) ينظر: عبد السلام المسدي: اللسانيات وأسسسها المعرفية. الدار التونسية للنشر والتوزيع. تونس/ المؤسسة الوطنية للكتاب. الجزائر 1986 ص ص: 81-105
(21) نفسه
(22) استعرنا هذه المصطلحات من فيلسوف اللغة المغربي (طه عبد الرحمن)، ينظر كتابه: في أصول الحوار وتجديد علم الكلام. المؤسسة الحديثة للنشر والتوزيع.ط1. الدار البيضاء1987ص:20.
(23) ينظر:C.Fuchs/P. Le Goffic: initiation aux problèmes des linguistiques-contemporaines. éd: Hachette. Paris 1985. Pp: 19-27
(24) ينظر(ديكرو وتودروف) المرجع نفسه. ص ص: 36-41
(25) نفسه ص: 46
(26) ينظر(Fuchs/ le Goffic) المرجع نفسه ص ص:67-73
(27) ينظر(B. Melmberg) مرجع سابق ص ص: 67-73
(28) ينظر(Fuchs/Le Goffic) المرجع نفسه. ص ص: 74- 83
(29) نفسه. ص ص: 67-73
(30) نفسه ص:93
(31) ينظر:Abdeljabbar Ben Gharbia et autresM Sémantiques. éd: Hermes, Paris 1998.
(32) ينظر على وجه الخصوص: أحمد المتوكل: قضايا اللغة العربة في اللسانيات الوظيفية. دار الأمان. الرباط 1995 ص ص: 22-32
(33) نايق خرما وعلى حجاج: اللغات الأجنبية، تعليمها. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآدب. الكويت 1988.ص:185
(34) أشهر فلاسفة اللغة العادية: كرناب (R. Carnap) الألماني وأستين (J. J. Austin) الإنجليزي وسورل (J. R. Searle)الأميركي...
(35) ينظر على سبيل المثال: فرانسواز أرمينكو: المقاربة التداولية. تر: سعيد علوش. مركز الإنماء القومي. الرباط
(36) ينظر على سبيل المثال: جان سرفوني: الملفوظية. تر: قاسم المقداد. منشورات اتحاد الكتاب العرب. دمشق 1998.
(37) النظريات النحوية المشهورة، التي تربط البنية التركيبية بالوظيفة التبليغية، هي: نظرية الوجهة الوظيفية (لماتزيوس) ونظرية النحو النسفي لهاداي (M.A.K Halliday) ونظرية النحو الوظيفي لسمون ديك، ونماذج نظريات البرغمنتيكس في النحو التوليدي، كنظرية التركيب الوظيفي.
(38) يرجع إلى مصادرها في بحوث وأعمال (ديك) باللغة الإنجليزية... وفي بحوث وأعمال أحمد المتوكل باللغة العربية...
(39) ينظر: أحمد المتوكل: اللسانيات الوظيفية. منشورات عكاظ. الرباط 1987 ص:13
(40) ينظر بحوث وأعمال ديك والمتوكل منذ بداية التسعينات.
(41) ينظر: أحمد المتوكل: الوظائف التداولية في اللغة العربية. دار الثقافة. الدار البيضاء 1985. وكذلك: البنية والوظيفة. منشورات عكاظ. الرباط 1993. الفصل الخاص بإعادة النظر في تصنيف وظيفة البؤورة.
(42) ينظر نظرية الأفعال اللغوية عند أوستين وسورل.
(43) ينظر مبادئ قريس في أحمد المتوكل: دراسات في النحو اللغة العربية الوظيفي. دار الثقافة. الدار البيضاء 1986 ص ص: 95-96
(44) ينظر نموذج البراغمنتكس (Pragmantax) في النماذج النحوية التوليدية الأخيرة. وفي أحمد المتوكل: اللسانيات الوظيفية. مرجع سابق ص ص: 103-115
(45) ينظر: A. Hénault: Histoire de la sémiotique. P.U.F; -que sais-je? Paris 1992
(46) الترجمة الأولى انظرية الشكلانيين الروس ظهرت في فرنسا سنة 1963.
(47) ترجمة تودروف تمت سنة 1965.
(48) مجلة (Tel Quel) مؤسسها هو فليب سولير(Philippe Sollers) سنة 1960.
(49) ينظر أعمال بارت مثل: Essais Critiques. Ed du Seuil 1964
(50) دوسوسير: نفسه. ص:41
(51) كمال أبوديب: الشعرية. وقائع ندوة البحث اللساني السميائي. مرجع سابق. ص:139
(52) C. Baylon/ P.Fabre: Initiations à la linguistique. éd Fernand nathan. 1975. pp: 18-19
(53) ينظر: توفيق الزيدي: أثر اللسانيات في النقد العربي الحديث. الدار العربية للكتاب. تونس. 1984.
(54) رولان بارت: درس السميولوجيا. تر:ع. بنعبد العالي. دار توبقال للنشر. ط2. الدار البيضاء 1986. ص:12
(55) دوسوسير: نفسه. ص:111
(56) عبد السلام المسدي: الأسلوبية والأسلوب. الدار العربية للكتاب. ط2. تونس 1982 ص:139
(57) نفسه.
(58) نفسه. ص ص: 138-141
(59) فوش (C Fuchs): مرجع سابق، ص.ص: 29-36
(60) تودروف: مرج سابق. ص ص:36-41
(61) نفسه. ص ص: 42-48
(62) فوش: نفسه. ص ص: 45-53
(63) شايف عكاشة: نظرية الأدب في النقدين الجمالي والبنيوي. ديوان المطبوعات الجامعية. الجزائر1994 ص: 133
(64) ينظر: يمنى عيد: في معرفة النص. ط1. منشورات دار الآفاق الجديدة. بيروت 1983. ص ص: 117-132
(65) G. Gengembre: Les grands courants de la critique littéraire.éd du seuil. Paris 1996.P:41
(66) نفسه. ص:36
(67) ينظر: تقدم اللساتيات في الأقطار العربية: وقائع ندوة جهوية، أبريل 1987. ط1. دار الغرب الإسلامي. الرباط 1991. ص ص: 367-394
(68) ينظر: د.جعفر دك الباب: النظرية اللغوية الحديثة. منشورات انحاد الكتاب العرب.
(69) ينظر: د. جعفر دك الباب: الموجز في شرح دلائل الإعجاز في علم المعاني (نظرية الإمام الجرجني اللغوية وموقعها في علم اللغة العام الحديث. مطبعة الجليل. دمشق1980.
(70) ينظر: عبد القادر الفاسي الفهري: اللسانيات واللغة العربية. منشورات عويدات بيروت 1986.
(71) تنظر مؤلفاته السالفة الذكر.
تعليقات
إرسال تعليق